السلاح السري لكبرى الجامعات الأمريكية
تتربع الجامعات الأمريكية على عرش أحسن الجامعات في العالم من دون منازع و على مر عقود من الزمن. فما الذي يميزها عن غيرها؟ و ما هي الخاصية التي يستخدمها موقع أكادميتنا لمحاكات بعض طرق التعلم المستعملة في هذه الجامعات؟
نظام التعليم في أمريكا مغاير لأغلب الأنظمة العالمية, لكنه لا يعتبر الأحسن بالنسبة للمراحل الإبتدائية و الثانوية. حتى أنه يتلقى انتقادات كثيرة من الأمريكيين أنفسهم. لكن الجامعات الأمريكية تتميز ببعض الصلاحيات و الخصائص جعلتها تنفرد بريادة ترتيب أحسن الجامعات في العالم عاما بعد عام.
ما الذي يميز الجامعات الأمريكية ؟
تتمتع الجامعات الأمريكية بحرية كبيرة في اختيار مناهجها التعليمية و أنظمتها الداخلية على المستويين الهيكلي و البيداغوجي. و لا تتبع في ذلك نمط معين يملى عليها من طرف الحكومة الفيدرالية المركزية. و هذا ما جعلها تطور بكل حرية برامج بيداغوجية خاصة بها, و تستخدم أساليب و طرق تكون أحيانا غير اعتيادية و مغايرة تماما لما هو مألوف من طرف المؤسسات الأكاديمية العالمية.
يوافق التعليم الالكتروني أهم خصائص فلسفة النظام الأمريكي في التنوع الكبير للبرامج التي يمكن تغطيتها, مرونة التعلم و إمكانية الاختيار, خاصة فيما يتعلق بالزمان و المكان. و لهذا كانوا هم رواده, و قاموا بتطويره إلى أبعد الحدود. حيث يتواجد حاليا ما يزيد عن 4000 آلاف شهادة ماستر في تخصصات مختلفة تمنح بشكل حصري عبر التعليم الالكتروني من طرف الجامعات الامريكية. وهذا ما أثار حفيظة بعض الجامعات العريقة في أول الأمر ,و التي مازالت تستوجب الحضور الجسدي للتحصل على شهاداتها, قبل أن تنصاع لواقع الأمر و تعرض هي الأخرى بعض التخصصات عبر التعليم الالكتروني.
أكبر نقاط قوة الجامعات الأمريكية
هذا و تكمن أكبر نقاط قوة الجامعات الأمريكية في الأهمية البالغة التي توليها للبحث و التطوير. بحيث تنجر عن الحرية الكبيرة التى تتمتع بها هذه الجامعات مسؤوليات يحاسبها عليها كل من إداراتهم و جالياتهم العلمية ابتداء, باعتبار أن الجامعة إرث من الأجيال السابقة عليهم تحسينه و تطويره للأجيال التي بعدهم, ثم شركاؤهم الاقتصاديون, والطلبة الدارسين بها و أولياؤهم, والمجتمع الأمريكي عامة. فهي مطالبة بتحسين الحياة الاجتماعية ,تطوير الاقتصاد , و التأسيس لحلول مبتكرة تؤدي إلى صناعات جديدة و معالجة التحديات العاجلة للمجتمع بطريقة علمية.
الأهم من ذلك، تهدف مخابر البحث و التطوير إلى تعميم و توسيع قواعد المعرفة المدرسة في جميع المعاهد. وهكذا، فإن عمل جامعات الأبحاث يثري التعليم والتعلم في جميع المؤسسات، ويخلق مسارات دراسية غير اعتيادية تؤدي إلى توسيع قدرة الطلاب على التعامل مع أكثر القضايا الراهنة والملحة. فالهدف الأول للتعليم الجامعي هو مساعدة الطلاب على “تعلم كيفية التعلم”
و من بين أهم قواعد و أساليب التعلم الحديثة : هرم التعلم, الذي انبثق عن دراسة أجريت من طرف الباحث الأمريكي Edgar_Dale في الستينيات و السبعينيات تزامنا مع تمويل الحكومة الأمريكية لمشاريع البحث خلال فترة الحرب الباردة. و يتمحور موضوع الدراسة حول أنجع وسائل التعلم و التي تعزز قابلية الاستيعاب عند المتعلم.
تفيد نتائج الدراسة أن قدرة استيعاب المتعلم تزيد عندما تثير وسيلة التعليم أكثر من حاسة واحدة, و بهذا فإن الاستماع و القراءة أفضل من القراءة وحدها, ثم المشاهدة بالصوت و الصورة أفضل من الاستماع لوحده. و كلما زاد عدد الحواس المستخدمة زادت امكانية الاستيعاب. ثم إن أحسن وسيلة للتعلم هي التطبيق الفعلي لما يراد تعلمه, متبوعا بالمحاكات التي تكون في بيئة مشابهة لبيئة الفعل الحقيقي.